كان حيدان وقت المغرب يذهب إلى جبل قريب..
|
بعض ما رواه البدو قديما و أنا أتكلم عن
أناس قضوا جل عمرهم في صحاري قاحلة و حياة قاسية ، فمن طبيعة حياتهم و
تمسكهم بعادات أجدادهم فهم متعايشين مع الجن بصورة يومية و عادية ، و أنا
أتحدث عن بدو الربع الخالي و بدو قبائل المهره و القبائل المحيطة بهم .
القصة تتحدث عن فتى عاش يتيما في ظل 25
أخا . هذا الفتى اسمه حيدان ، وقد توفى والده قبيل ولادته ، و له 25 أخ
غير شقيق ، فوالده كان معروفا بكثرة زيجاته ، ولدى حيدان أخت واحدة من أمه ،
وهي تكبره بعامين ، و كانت الأسرة جميعها تسكن بجوار بعض في خيم صغيره
متهالكة .
عاش حيدان حياة صعبة لأنه أبن امرأة سوداء
البشرة ، وقد كان إخوته يكرهونه ويضمرون له الحقد ، فلم يكن لديه إلا أمه
و أخته ، كان يمضي اغلب وقته عندهما ، لكن للأسف .. مرضت أمه وماتت ، ثم
مرت سنين فأتى سيل جارف أغرق أخته ، فتدهورت حال حيدان ، كان غريبا بين
أهله ، كأنه لوحده في دنياه فلم يكن له احد إطلاقا غير إخوته الذين
يكرهونه وكانوا لا يعيرونه اهتماما و دائم يشتمونه و يسبون أمه وأخته .
كان حيدان وقت المغرب يذهب إلى جبل قريب و يعود في الصباح فينام حتى المغرب لكي يذهب إلى الجبل مجددا .
ذهاب حيدان اليومي إلى الجبل أثار استغرب إخوته ، وفي يوم سأله أحدهم : أين تذهب يوميا ؟ ..
فأجاب حيدان : أنام في الجبل .
الأخ لم يطمئن لإجابته حيدان لأنه يرجع في الصباح فينام ، مما يدل على أنه يبقى الليل ساهرا .
الأخ ذهب إلى بقية إخوته وقال لهم بأنه
حائر بشأن حيدان ، لأنه يذهب للجبل زاعما بأنه ينام هناك ثم يعود وينام
دون أن يأكل ويبدو فرحا وهو ذاهب يوميا .
أحد الإخوة قال سنتبعه غدا خلسة ونرى ماذا لديه في الجبل ، فمن غير المعقول أن ينام الإنسان 23 ساعة في اليوم .
بقية الإخوة لم يبدوا اهتماما وقالوا
اتركوه وشأنه ، لكن أربعة منهم أصروا على أن يتبعوه . فعندما رجع حيدان
لخيمته بدأو يراقبونه من بعيد حتى حل الليل فغادر إلى الجبل كعادته وإخوته
من ورائه وهو لا يعلم .
فرواه يتكلم و يضحك و كأن احدهم أمامه يسمعه ويبادله الحديث ، فقام احد لإخوة ولوح برمحه قائلا بأن حيدان ساحر ويجب قتله الآن .
لكن عندما هم برمي الرمح تجمد في مكانه
كأنه تمثال ولم يستطع الحراك ، فعلم إخوته بأن جنيا قد دخله فهربوا وركض
حيدان إلى أخيه فتحرك أخاه وقال له سوف يأتي يوم أقتلك ، فقال له لن
تستطيع فأختي معي .
فضحك و قال أختك ميتة فكيف سوف تدافع عنك ،
فقال له أنا لا أتحدث عن أختي تلك بل عن أختي الأخرى .. فأبيها ليس من
البشر و أمي أمها .
فأرتج أخيه وهرع إلى إخوته و قبل أن يحل الصباح ويرجع أخيهم حيدان انتقلوا إلى مكان آخر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق