إلا هذا القناع فهو لم يتذكر من أي دوله اشتراه أو متى ..
|
كان والدي رحمه الله دائم الأسفار , كثير
التنقل , يعشق السفر و يقول إن للسفر سبع فوائد لا اعلمها بالطبع , لكن ما
أحببته بالتأكيد هو عودته محملا بالهدايا و التذكارات التي كان يعشق
جمعها , فهذا الفيل من تركيا .. و جمل رائع من المملكة العربية السعودية
.. وأطباق من الخزف و مسابح .. و الكثير من التذكارات النادرة التي
يتذكرها والدي و يسرد لنا قصه كل تذكار منها بدقه مذهله , إلا هذا القناع
فهو لم يتذكر من أي دوله اشتراه أو متى , كل ما نذكره إننا وجدناه معلق
على صدر حائط ضخم في بهو المنزل , وكان القناع غريب الشكل , فهو قناع
لامرأة إفريقيه ذات عيون بنيه اقرب إلى الاحمرار و شفتين غليظتين و
ابتسامه باهته ... والأمر المثير في هذا القناع هو انك تحس انك أمام وجه
حقيقي بكل تفاصيله حتى انك لتستطيع رؤية بعض التجاعيد البسيطة حول العينين
و الفم , وكأن القناع هو قالب لوجه حقيقي , و كانت نظره العينين قويه
جريئة ثاقبة ؛ و لكنى لم أعطي أي اهتمام لهذا القناع وتعودت رؤيته و لم
يثر في نفسي أي قدر من الخوف أو الاهتمام إلا بعد هذا الحادث .
فلقد
كان شقيقي الأصغر مصابا بمرض التبول اللاإرادي عافاكم الله , لكن الشيء
الذي لم نلحظه انه لم يكن يبلل فراشه إلا في منزلنا فقط , فعندما كان يذهب
للمبيت عند جدتي أو أي من أقاربنا يكون طبيعيا للغاية ولا يبلل فراشه و
لو لمرة واحده . وفي إحدى الليالي استيقظت من النوم لأجد شقيقي واقفا
بجوار باب الحجرة مبللا كعادته , وعندها صحت به و عنفته لما لم تذهب إلى
دوره المياه ما دمت مستيقظا ؟ .. عندها بكى شقيقي , فاعتذرت له و احتضنته و
هدأت من روعه لما رأيت على وجهه من خوف و فزع , و هنا قال لي انه سيخبرني
بسر .
فشجعته و أنا أحثه على الكلام حثا , حتى
قال لي انه يرى ما لم نرى جميعا فعندما كان يخرج من حجره نومه إلى دوره
المياه كان يمر على بهو المنزل , و عندها كان يرى القناع ينظر إليه بل
يحملق فيه بعينين حمراوتين تبرقان في الظلام كأنهما جمرتين متقدتين , وقال
لي إن العينين تتبعانه و تتحركان في محجريهما يمينا و يسارا و يبدو الوجه
كأنه دبت فيه الحياة .
بالطبع اعتقدت أنها مخاوف طفل صغير و أنها
تخيلات و أوهام , لكنى لا أنكر إني بدأت اهتم بأمر هذا القناع ولأول مره
أحسست بالانزعاج من وجوده , ووعدت أخي أن استيقظ معه كلما أراد الذهاب إلى
دوره المياه حتى أبين له انه لا يوجد شيء وانه مجرد رأس حجريه غبية
معلقه على الحائط و أن مخاوفه لا أساس لها من الصحة , لكنه أصبح هاجسا
مزعجا بالنسبة لي , و أصبحت أقضي الوقت و أنا انظر إليه و أحس أن به سر
غامض .
و ذات صباح استيقظنا فوجدنا القناع محطما
على ارض البهو على الرغم من وجود الخيط الممسك به سليما و قويا و غير ممزق
. وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة على هذه الحادثة إلا أن شقيقي الذي
أصبح شابا يافعا الآن ما زال يتذكر هذا القناع و يقسم أن ما قاله كان صدقا
, فلقد كان القناع لغزا غامضا , فلم يتذكر والدي رحمه الله من أين حصل
عليه , و لم يتذكر قصته , و لم نعرف حتى الآن كيف سقط و تحطم و تحول إلى
شظايا صغيره , لكن الأهم هو أنه قد سرى شعور عام بالارتياح لتحطم هذا
القناع .
هناك تعليق واحد:
قصص الرعب - الحقيقية والخيالية: موقع الرعب والذعر: موقع ترفيهي ثقافي لا يخلو من فائدة ثقافيه تعالوا معا نستمتع بأجمل: قصص رعب عن الجن: قصص رعب حقيقية: قصص رعب طويلة: قصص رعب كاملة: قصص رعب قصيرة: قصص رعب واقعية: قصص حزينة: قصص حب: قصص رعب عن الأشباح: قصص رعب عن الأرواح: قصص رعب مخيفه: روايات: خواطر: أساطير: غرائب: عجائب: قصص رعب: في المقابر: قصص رعب عن الشيطان: قصص رعب يوتيوب: قصص رعب مكتوبة: قصص رعب واقعيه: قصص رعب عن العفاريت: جن: أشباح: أرواح: قصص رعب حقيقيه: قصة رعب عن الجن
إرسال تعليق