هذه المرأة تبدأ تطاردني أنا وأسرتي في بيتنا ..
|
لا اعرف من أين ابدأ ، لكني سأبدأ بمعاناتي وأرجو معذرتي لعدم الفصاحة اللغوية ..
كانت حياتي تسير عادية حتى المرحلة
الثانوية ، حينها قرر أبي الانتقال إلى بيت جديد أوسع واكبر ، وغرفتي كانت
في غاية الجمال ففرحت بها كثيرا وشجعتني على الدراسة بشكل أفضل . لكني كنت
قليلة العلم بديني نسبيا بحكم أن تعليمي لغات بعيدة اشد البعد عن تلاوة
القرآن .
تتالت الأيام واقترب موعد الامتحانات
النهائية للصف الثاني الثانوي ، كان عمري حينها 17 عاما . رجعت إلى المنزل
بعد انتهاء امتحان العربي وبدأت مراجعه المادة التالية ، سلمت علي أبي
الجالس في صالة المنزل يتابع الأخبار ودخلت إلى غرفتي ، ارتميت علي السرير
من شدة تعبي ، لم أغلق الباب ونمت ، وكان آخر شيء كنت انظر له هو أبي
الجالس يشاهد التلفاز لأنه من السهل رؤية زوايا البيت من غرفتي .. المهم
إنني نمت نوما عميقا ، لكني صحوت فجأة على صفعة ، كاد يجن عقلي فهذه المرة
الأولى التي اضرب فيها هكذا ، حين فتحت عيني مذعورة كان شيء شبيه بأبي مر
سريعا أمام عيني ، لا اعلم من أين تيقنت بأن هذا الخيال الشبيه بأبي هو من
صفعني .
حاولت الصراخ ، ولم اقدر لأنني كنت في
حالة شلل النوم وهذا ما عرفته بعدها ، المهم أنني أخذت ابكي وأتنفس بصعوبة
حتى أحس بي أبي ورأيته وهو داخل ليوقظني ، وحين استطعت الحركة أخيرا سألت
أبي ماذا حدث لي ؟ ، فقال لي انه سمع بكائي وجاء ليوقظني ، قلت له أنني
رأيته يدخل ، وسألته إن كان علي وجهي شيء ، فأجاب بأن وجهي محمر ، لكن
أكيد من اثر النوم على الوسادة ..
الآن أكملي نومك .. كانت هذه هي كلمات أبي
، وكانت كفيلة بأن لا اخبره بما حدث لأنه لن يصدق ولأني أقنعت نفسي ان ما
حدث هو آثار التعب .
مرت الأيام وأنهيت الامتحانات ، ومع أول
أيام الإجازة بدأت الكوابيس تطاردني ، إنه حلم واحد كنت أراه كل ليلة ،
أرى امرأة قبيحة الهيئة مع طفل يبدو انه مشوه أو مثل مسخ ، هذه المرأة تبدأ
تطاردني أنا وأسرتي في بيتنا ، كان البيت واسع لدرجة مخيفة ، وحالك
الظلام ، وأبي وأمي يهربون منها ، ثم قامت بقتل أخي وأختي ، وظل أبي
بجواري وأمي ، ثم قتل أبي طفلها البشع ، وأخذنا نهرب على السلالم ، وكلما
خرجنا من المنزل عدنا إليه ! .. لا أعلم كيف ؟ .. وكأننا في دائرة مغلقة
..
أخذ أبي يجري بنا على السلالم ، وإذا بتلك
المرأة تقتل أبي ، صرخت أنا وأمي وأكملنا الجري حتى وصلنا للدور الأخير ،
وسألت أمي انه يجب أن تنزل مع إلى الأسفل لكي نهرب ، فقالت لي أمي
بالحرف الواحد : " من كان يذهب معك غيري ؟" .
فاندهشت من كلامها وقولت لها : "أبي كان معنا " ..
قالت : "إذن اذهبي مع أبيكِ" .
بكيت كثيرا وأخبرتها أن المرأة قتلته فكيف
اذهب وحدي ؟ .. وظللت أتوسل بها حتى وافقت ، لكن بمجرد نزولنا للأسفل
قتلت تلك المرأة أمي ، فصرخت ووجدت نفسي فجأة في مقابر مظلمة ، وجاءت
المرأة وشدتني من يدي ..
كان هذا الحلم يتكرر كل ليله واستيقظ
دائما علي اثر ألم جسدي ، تارة صفعة على وجهي ، وتارة زرقة علي يدي ، حتى
ظنت أمي أن احدهم ضربني بقضيب حديدي ، لكني أقسمت لها إني لم أتعرض لأي شيء
.
واستمرت هذه الكوابيس وهذا الضرب وأبي
رافض التصديق بهذه الخرافات بحجة أنها من آثار أفلام الرعب علي . لكن
أخذتني أمي ذات يوم إلى احد جيراننا ليرقيني الرقية الشرعية ، وبمجرد أن
وضع يده على رأسي صمت الرجل واخذ يتثاءب وشعر بتعب وقال لي اذهبي ، وفي
اليوم التالي علمنا انه مات !! .
تعبت كثيرا من حالي ، وفي احد الأيام كنت
اجلس في غرفتي أفكر في مستقبلي وكيف سأقضي حياتي القادمة فرأيت فجأة امرأة
جالسه بجانبي ، رايتها ولم اخف أبدا .. اقسم إني لم اخف أبدا منها .. بل
بالعكس ارتاح قلبي كثيرا لها ، كانت جميلة الوجه ترتدي زي ابيض ، لا اعلم
إن كان فستان أو عباءة ، لكنه فضفاض ناصع البياض جميل . ووضعت يداها علي
يدي وسألتني مما تخافين ؟ .. فدمعت عيني ، قالت لا تبكي أنا معك لا تخافي
أبدا وابتسمت . وبمجرد أن رمشت عيني لم أجدها .
من ليلتها وأنا أحاول الانتظام في الصلاة
وتلاوة القرآن ، لكن لم يرتاح حالي أبدا ، فكنت كل ليله احلم بتلك المرأة
حتى زاد الطين بله ورأيت في ليلة مخلوق قبيح يقيدني ويخبرني انه الشيطان
ويأمرني أن اسجد له ، استغفر الله العظيم ، ومن شدة خوفي في الحلم فكرت في
تنفيذ ما قال ، لكني استيقظت فجأة .
ومرت سنتان على هذا الحال حتى جاء شخص طيب
محترم متعلم لخطبتي ووافقت . أحببته جدا ، لكن الحال لم يسلم واخذ يشكو
مني قائلا إنه حين يحادثني أحيانا في الليل فجأة ابدأ بسبه بأبشع الألفاظ .
كنت اقسم له إني لم افعل هذا أبدا حتى إنني ارجع من كليتي منهكة متعبة
وأنام فكيف لي أن أحدثه في منتصف الليل . واتهمني خطيبي بالجنون وتركني .
تعبت كثيرا وأشار احد الأقارب على أبي أن
نغير محل سكننا ، وبالفعل انتقلنا إلى منزل آخر في محافظة ريفية قليلا ،
إنها محافظة أبي وأمي ، وكنت سعيدة جدا بهوائها النقي ، لكن بمجرد بداية
حياتي في بيتنا الجديد بدأت الأحوال تتحول للأسوأ ...
كنت نائمة فوجدت أختي توقظني وتصرخ : آيات .. آيات ..
استيقظت مسرعة غاضبة منها ، لكن اقسم أني
لم أجد أحدا في البيت ، وارتعبت جدا حين وجدت البيت خاليا إلا مني ، اتصلت
بأمي فأخبرتني إنها بصحبة أختي في السوق ، ودخلت الحمام لأستحم لعل وعسي
أتناسى ما حدث ، تركت الباب مفتوح قليلا ، وحين كنت استحم التفت فجأة
ووجدت خيال صغير يجري من أمام الحمام إلى المطبخ ، انخلع قلبي من مكانه من
فرط الرعب ، كان خيال طفل في 10 أو 12 من عمره ، وليس لدينا في البيت طفل
بعمره ، ثم أن البيت من الأساس فارغ فمن أين أتى هذا الطفل ؟!! ..
خرجت من الحمام وأنا ارتعش ، نظرت برعب إلى المطبخ ولم أجد أي شيء ..
والآن تمر الأيام سريعة ، وكلما تقدم احد لخطبتي أوافق وافرح ، لكن بمجرد انتهاء وقت على الخطوبة اكرهه كثيرا واتركه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق