وصرخت قائلة : " هاي انت .. اضرب الطفلة " ..
|
سأروي لكم قصة غريبة وقعت لي لما كنت مراهقا
. كان ذلك في عام 1991 , كنت نشطا مشاغبا دائم الضحك على الأساتذة و
التشويش في القسم , المهم الله يسامحنا , وفجأة وبدون سابق اندار انقلبت
حياتى راسا على عقب , فاصبحت كثير الشرود والعزلة , وما ان ياتي المساء
حتى انفعل واختلق المشاكل في البيت مع اخي لاسباب تافهة تتحول الى شجار
يستدعي تدخل الوالدة .
بقيت على هذه الحالة لمدة اسبوع وانا دائم
التفكير في حالتي الى ان جاء ابن خالتي في زيارة فقلت له ما يحدث لي بكل
صراحة , لكنه اعطاني تفسير بعيد كل البعد عن الواقع , ولن انسى يوم الخميس ,
لولا ستر الله لم اكن لاكتب هده القصة , كنت جالسا في الغرفة فسمعت صوت
صديقي يناديني فخرجت وطلب مني ان ارافقه لبعض شؤونه , وبينما نحن في
الطريق ارتفع صوت اذان المغرب من احدى الزوايا العريقة , فاحسست بيد قوية
تمسك بدماغي وتشده الى اعلى , فتوقفت في مكاني وكان صديقي يحدث شخصا اخر
قد التقى به في التو . وكان على جانب الطريق مجموعة من الشباب يلعبون
الطاولة , واذا بامرأة سوداء ضخمة طويلة بشكل غير عادي تظهر فجأة برفقة
طفلة صغيرة , كانا يتجهان نحوي مباشرة , وحين مرت المرأة بجانبي حدجتني
بنضرة غريبة فيها بعض السخرية , اما الطفلة الصغيرة فقد وقفت تنظر الي
بدهشة , وكانت المرأة السوداء قد سارت قليلا دون ان تشعر بتخلف الطفلة
عنها , فدارت إلي وصرخت قائلة : " هاي انت .. اضرب الطفلة " . فقلت لها
وانا بين الخوف والذهول بأني لن افعل , فأمطرتني بوابل من السباب , ولم
تستثني حتى والدي . واذا برجل يظهر من اقصى الطريق يحمل قفة فيها خضروات ,
فوقف امامها وسألها لماذا تسبين الشاب ؟ .. فقالت انه أبى ان يضرب الطفلة
, فابتسم لها وقال لها وقد هم بالمشي لا تسبيه , وفي هده اللحظة هزني
صديقي وقال لي مالك شارد الدهن , فنظرت اليه باستغراب ونظرت الى الشباب
الذين كانوا يلعبون الطاولة , فكأنهم لم يلاحظوا شيئا مما حصل , وهنا
ادركت ان نافدة من العالم الاخر فتحت لي لاصبح مجنونا , وخفت على نفسي
كثيرا , وقلت لصديقي لنذهب وما ان اقتربنا من منزلنا لم اتمالك نفسي فجلست
و اجهشت بالبكاء , فاستغرب صديقي وراح يربت على كتفي ويسألني ماذا بي ؟
.. ثم وقفت وتركته ولم انبس ببنة شفة ودخلت غرفتي واقفلت الباب وسمعت صديقي
يتكلم من بعيد مع امي , واذا بها تدق الباب وتطلب مني بان افتحه , لكني
لم افعل , وسألت الله تعالى ان يرفع عني هدا الهم والغم وان يعيدني كما
كنت فقد اشتقت الى حالتي الطبيعية .
وفي الصباح وكان يوم الجمعة سألتني امي عن
احوالي الاخيرة فقلت لها كل شيء , وبينما انا البس حذائي عاودني الشرود
فخرجت من المنزل , ثم رجعت اليه قبل صلاة الجمعة , فالتقيت بامي وقالت لي
بأن سبب مشاكلي هو أني مشيت فوق عمل سحر في الطريق ولم أنتبه لذلك . فقلت
لها ومن قال لك هذا ؟ .. قالت شيخ عنده خبرة بهذه الاشياء , ولم اكن اسمع
عنها من قبل . ثم اردفت قائلة بانه طلب منها ان تحضر له قميص داخلي من
قمصاني , فاعطيتها ذلك , واقسم بالله العلي العظيم ما ان جاء المساء حتى
شعرت بأني رجعت الى حالتي الطبيعية , فخرجت مع اترابي لنلعب الكرة ,
وبالرغم من مرور عدة سنين على هذه الحالة فأنا لن انسى ابدا تلك المراة
المخيفة وكيف كانت تسبني .. حفظنا الله وأياكم من شياطين الانس والجن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق