إذا بدميتي (نوه) تحدق إلي بعينين حمراوتين ! ..
|
عزيزي القارئ كل ما سأرويه في هذه القصة هو واقعي و ليس من وحي الخيال .
نعم أنهم هم الجن الذين لا يحب مقابلتهم
احد لقد سكنوا غرفتي منذ نعومة أظفاري . كان أبي (عبد السلام) كثير السفر
بسبب عمله الذي يتطلب منه السفر بصورة دورية أما أمي (حبيبة) فكانت امرأة
متدينة ... نحن عائلة من أربع أفراد , لدي غرفة مليئة بالدمى , كنت أحبهم
حبا جما لدرجة أنني كنت اشتري العديد منهم , وحتى عندما كبرت كنت أشتريهم ,
لكنني لم أكن اعلم إنني اشتري الهم و البؤس .
كنت أحب الاهتمام بالدمى فقد كنت لا
أفارقهم و أعاملهم كأنهم أشخاص . في الصباح كنت انهض إلى الحمام و اخذ معي
دميتي المحبوبة (نوه) , فهي من أحب الدمى لدي , كنت أحبها حبا جما , لكن
المصيبة هي انه في كل يوم عندما أضع راسي على الوسادة ليلا كنت اسمع
اصواتا غريبة كالضحك و الهمس , لكنني لم أكن اهتم , وكنت اعتقد انه صوت
الجيران , فنحن قاطنين في عمارة , وجدار منزلنا ملتصق بجدار الجيران ,
وأحيانا كنت اعتقد أن أختي كوثر هي مصدر تلك الأصوات , ظننت أنها تتكلم مع
صديقاتها في الهاتف لأنها تحب الحديث خصوصا مع صديقتها ياسمينة .
لكن في احد الأيام نامت كوثر مبكرة بسبب
الامتحانات و سافر جيراننا إلى الريف , وعند قدوم الليل كالعادة سمعت تلك
الأصوات فقلت في ذهني بأن أختي نائمة والجيران مسافرون .. إذن من يصدر تلك
الأصوات ؟!! ..
فاستجمعت قواي و قررت إنارة الغرفة لمعرفة
مصدر الصوت , فأشعلت الضوء , و إذا بدميتي (نوه) تحدق إلي بعينين حمراوتين
! .. فصرخت صرخة تنهض الميت من القبر , وبسبب قوة الصرخة جاءت أمي إلى
الغرفة مسرعة , فوجدتني ملقاة على الأرض و فاقدة للوعي و دميتي (نوه)
ملقاة جنبي . و في تلك الأثناء حلمت إنني أتمشى في الغابة , و فجأة ظهر
أمامي جني اخضر اللون .. طويل القامة .. عينيه حمراوتين .. انفه طويل و
مقعر من الاسفل .. لديه قرون زرقاء .. و اسنانه صفراء .. و رجليه كرجلي
البقر .. قال لي منذ صغرك و أنت تهتمين بي لأنني سكنت تلك الدمية (نوه) و
الآن سأسكن جسدكِ حتى أمنعكِ من الزواج , و بالتالي ستهتمين بي و بأسرتي
الساكنة في بقية دماكِ.
قلت له : كيف تمنعني من الزواج و أنا لست مخطوبة .
قال لي : لقد كبرتِ و لا بد من مجيء
الخطاب كباقي الفتيات , و إن تزوجتِ لن تهتمي بي و لا باسرتي الساكنة في
دماكِ و بالتالي سأسكن جسدكِ فان جاء احد الخطاب سأتحدث بجسدك قائلا لهم :
لا لا لن أتزوج .
بعدها ظهر ضباب اسود ثم سمعت صوت أمي تقول لي : انهضي يا ابنتي ..
بعدها فتحت عيني فوجدت أمي فوق راسي ,
قالت لي لماذا صرختي و اغمى عليكِ .. فرويت لها ما حدث , و أخبرتها عن
الحلم , فأخذت أمي حقيبة و بدأت بجمع الدمى . لكن الدمى بدأت تتحرك و تقفز
هاربة لأنها مسكونة بالجن وقد عرفت بأن أمي سترميها .
أمي خافت و بدأت تصرخ , فنهضت أختي كوثر
بسبب الصراخ واتجهت إلى غرفتي مباشرة لتجدني و أمي مصدومتان مما يجري ,
فالدمى تجري و كأنها حية , ثم بعد مشاهدة كوثر لذلك المنظر أغلقت باب غرفتي
و ذهبت لمناداة الشيخ (مخلص المدني) و زوجته (سناء الباقي) , وما أن وصل
شيخ الجامع حتى وجدني و أمي في حالة يرثى لها , فطلب منا الخروج من المنزل
و الذهاب مع زوجته إلى منزلهم ليقوم هو بطرد الجن من منزلنا .
لبينا طلبه و خرجنا بالفعل و ذهبنا مع
زوجته إلى منزلهم وانتظرناه حتى جاء في الغد على الساعة الثامنة صباحا .
نهضنا جميعا لنسأل الشيخ ماذا حصل ؟ .. قال لنا : لقد طردت الدمى خارج
المنزل و لم يبقى لهم أي اثر .
قالت أمي : كيف فعلتها يا شيخ ؟ .
أجابها : بالتحاور معهم يا أختي الفاضلة
.. لقد جئت لهم بكوبين احدهما مليء بالنار و الآخر بالماء فبعضهم اختار
العيش في النار و الآخر في الماء.
قلت : كيف ؟ .
قال : لم يكن الأمر سهلا فقد أقنعت الجن
بصعوبة لأنهم اعتادوا العيش في الدمى ... و بعد حوار طويل معهم اختار
بعضهم العيش في النار و اختار النصف الآخر العيش في الماء ثم أحرقت الدمى
... المهم إننا تخلصنا منهم .
عندها اكتشفت أن صوت الضحك و الهمس كان
صوتهم . و منذ ذلك اليوم لم اشتري دمية و لم أرى الجني الأخضر ثانية لأننا
رحلنا من المنزل بعد ما جاء أبي من السفر بسبعة أيام .
هناك تعليق واحد:
قصة مشوقة والحمد لله انكي بخير اختي الفاضلة
إرسال تعليق